التنزه في بيتنا خط أحمر..
سلامي للجميع وبعد، حبي لهذا الموقع وإعجابي بما تقدمونه هو ما جعلني اليوم اطرح انشغالي علني أجد ما يجعلني اهدأ وأعثر على حلا يخرجني من دائرة الضغط الذي أعيش بسبب أهلي.
سيدتي أنا فتاة في الـ16 من عمري، متفوقة في دراستي والحمد لله، كما لا أنكر فضل والديّ عليّ في هذا النجاح، لكن كلما حلّ الصيف أقع في صراع مع أهلي خاصة والدي الذي يرى التنزه خارج المنزل خط أحمر لا يجب تجاوزه، فهو يرفض تماما فكرة أن نقضي أوقات جميلة خارج المنزل أو على شاطئ البحر، وأنا أراه حقنا ومكافئة بسيطة لنا بعد سنة كاملة من التعب والاجتهاد والنجاح، أعلم أن ظروفنا المادية متواضعة، وأقدر ذلك كثيرا، لكنني لم أطلب السفر خارجا، أو الذهاب إلى مكان بعيد، فمجرد الخروج والمشي على شاطئ البحر سيشعرني بالسعادة، علما أننا نقيم في ولاية ساحلية، لكن أبي لا يحب هذه الخرجات، ولا يسمحون لي أيضا بالخروج بمفردي، لقد بدأت أشعر بالقلق وقد تقلب مزاجي، فأنا سيدتي لا أريد أن أنشأ معقدة أخاف من الاحتكاك بالآخرين لأننا حقا لا في البيت نعيش بمفردنا، لا يزورنا أحد، ولا نذهب لزيارة أحد، فكيف أغير أفكار والدي..؟
هبة من الغرب
الـــــــــــرد
السلام عليكم ورحمة الله تعالى حبيبتي، ومرحبا بك في موقع النهار، قبل كل شيء دعيني أهنئك على تفوقك الدراسي وأتمنى لك المزيد من التألق في الحياة، عزيزتي قرأت طرحك جيدا لكن استغربت قليلا السؤال الذي ختمت به رسالتك، فبالرغم من تفهمك لظروف عائلتك -وهو ما احترمته فيك كثيرا- لماذا تريدين تغيير أفكار والدك..؟ وهنا عليك الانتباه جيدا، واسمحي لي بالقول: أنت من عليك كبح الأفكار السلبية التي تحوم حولك.
عزيزتي أنا أتفهم حاجة الإنسان للتغير وتجديد الطاقة، لكن أبدا لا يجب أن نكلف بعضنا ما لا نطيق، خاصة إن تعلق الأمر بالوالدين، فلنتفق أولاد أنه لا يوجد مخلوق على وجه الأرض يحبك ويحب الخير لك مثلهما، وهذا لا يعني أنه ليس من حقك التنزه أو تغير الجو، لا، لكن لا تكوني ابنة متمردة، وبدل التذمر من عدم الخروج للتنزه حاولي أن تشغلي وقتك بأمور نافعة ومفيدة، ثم حاولي التودد لأمك بكلمات راقية، تعترفين لها بأنها أنجح أم، وأنك تحبينها كثيرا، وتتمنين منها التفهم، وأن تطلعيها على رغبتك بلطف، حتى وإن لم يكن الخرج للتنزه، اطلبي منها مثلا زيارة الأهل، وهي بطريقتها ستحاول إقناع والدك، كما يمكننك أنت وبطريقة ذكية تنظيم جلسة عائلية كأن تحضري الأكل، وتجتمعوا على وجبة العشاء في حديقة المنزل، ومؤكد هذا سيشعرك بالرضا والاحتواء الذي يزيد المودة بينكم ويشحنك بالإيجابية التي تدفعك لان تكوني دوما متفوقة على تلك الأفكار السلبية التي تضعك في دائرة الملل والشعور بالحزن هذا الشعور الذي وضع غشاوة بينك وبين نعمة عظيمة نعمة الأبوين، إذ أحسنا تربيتك، وساهما في تفوقك الدراسي، هذا يكفي لتعترفي بجميلهما.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور