“اليربوع الأزرق”.. شاهد على وحشية الاستعمار

تحيي منطقة رقان بولاية أدرار الخميس 13 فيفري، الذكرى 65 لوقوع الجريمة النووية الفرنسية بمنطقة حمودية البعيدة بنحو 65 كم عن برقان، وحملت العملية اسم “اليربوع الأزرق”، وكانت قوة التفجير 70 كيلو/طن، تلتها تجارب أخرى بالمنطقة، مخلفة مئات القتلى من المعتقلين الجزائريين، الذين جلبوا من سجون مناطق شتى، خاصة من سيدي بلعباس، فضلا عن ضحايا من مواطني المنطقة.
لا تزال رقان تعاني صحيا واجتماعيا وبيئيا بفعل جريمة “اليربوع الأزرق” وما تلاها من جرائم أخرى، حيث تعرف المنطقة انتشارا كبيرا لأمراض السرطان والأمراض التنفسية والعيون والتشوهات الخلقية، إضافة إلى تراجع منسوب مياه آبار الفقارات، وبالتالي، تراجع الإنتاج الفلاحي، وانقراض أنواع من الحيوانات والنباتات، الأمر الذي بات يشكل تهديدا حقيقيا للحياة بالجهة.

بكاء الجنود الفرنسيين
ذكر كل من محمد دريسي 87 سنة، وعبد المالك بريشي 84 سنة، أن قوة تفجير القنبلة فاقت قوة زلزال مدمر، حيث وصل دويه إلى غاية قصور زاوية كنتة وتيمي، على بعد نحو 100 كلم من رقان، بينما اهتزت الأرض وتصدعت الجدران وانهارت أسقف بعض البنايات، وشعر سكان كل قصور المنطقة بالرعب، لأنهم لم يكونوا يعلمون بما تخفيه فرنسا من خلال تحركاتها العسكرية، رغم أنها شغّلت المئات من العمال بقاعدة الحياة المعروفة لدى البعض منهم بـ”التارقية”. وهذا حسب ما رواه لنا المذكوران وهما من عمال القاعدة وقتها وكانا قريبين من الأحداث.
وقال السيد بريشي إن بعض الجنود الفرنسيين بكوا قبل التفجير، بينما لم نكن نعلم بما هو قادم، حيث تم وضع لكل واحد من العمال والجنود وحتى المعتقلين والسجناء الذين تم جلبهم من مناطق أخرى، قلادة في رقبته، ووضع حيوانات وطيور في أقفاص، وبعد التفجير تطاير الغبار في كل مكان وتغيرت ملامح الجهة وبمرور السنوات بدأت الأمراض في الظهور وتراجع منسوب مياه آبار الفقارات وبالتالي الإنتاج الفلاحي، وبخاصة التمور، واختفت الكثير من الطيور والزواحف وسلالات الماشية والدواجن، واليوم نعاني من انتشار أمراض العيون والسرطان، فلا يكاد يخلو بيت في المنطقة من مريض أو معاق أو متخلف ذهنيا.. حسبي الله ونعم الوكيل في فرنسا”.

شاهد المحتوى كاملا على الشروق أونلاين

The post “اليربوع الأزرق”.. شاهد على وحشية الاستعمار appeared first on الشروق أونلاين.

شارك الخبر
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *